الأحد، 9 يونيو 2019

الله منزه عن الشبهات



لله منزه عن الشبهات
إن الله الإله الأحد الصمد الخالق الأعظم سبحانه وتعالى هو
نور السماوات والأرض وليس كمثله شيئ , كما أن الله جل فى علاه خالق كل شيئ ومنزه
عن كل شيئ , كما أن الله سبحانه وتعالى بيده مقادير وأقدار جميع المخلوقات وهو
سبحانه وتعالى منزه عن التشهبيه والتمثيل والإدراك , كما أن الله الأعظم جل جلاله
لا تدركه الأبصار ولاتسمعه الأذان إلا بإذنه ولا تلمسه حواس المخلوقات جميعها ,
كما أن الله الخالق الأعظم سبحانه وتعالى ليس لوجوده وليس لقدرته وليس لعظمته وليس
لجلالته وليس لعلمه وليس لعلومه وليس لملكه وليس لملكوته وليس لعرشه وليس لسلطانه
وليس لذاته وليس لوصفه وليس لألوهيته وليس لبروبيته حدود زمانية ولا حدود مكانية
ولا حدود إستيعابية ولا حدود قياسية  ولا
حدود حسابية ولا حدود نظرية ولا حدود علمية ولا حدود إستنتاجية ولا حدود تشبيهية
ولا حدود تخيلية ولا حدود وصفية ولا حدود سمعية ولا حدود بصرية ولا حدود حسية ولا
حدود هاتفية ولا حدود عقلية ولا حدود خيالية ولا حدود إدراكية ولا حدود فراغية ولا
حدود وجودية ولا حدود غيبية , علماً بأن جميع المخلوقات محدودة بحدود وجودية وحدود
زمانية وحدود مكانية وحدود قدرية وحدود حياتية وغيرها وكذا محددة بحدود التكاليف
والقدرات التى خلقها الله عليها ولها , كما أن العقل البشرى محدود بحدود بشرية متغيرة
ومتقلبة وكذا محدود بحدود ومقومات حاكمة له منها الحيز والمكان والبقاء والفناء والحياة
والموت والصحة والمرض والمعرفة والغيب والمكان والزمان والعلم والثقافة والأمية والجهالة
والمحيط الوجودى والأرضى والفراغى والبيئ والجسدى والإيماني كما أنه محصور بحدود خلقية
وقدرية منها حدود القدرة على الإستيعاب والإدراك والفهم والتحصيل والتحليل
والتشخيص والإستنتاج , فكيف بالعقل البشري الذى لايستطع أن يعرف ويدرك ويشخص ذاته
ووصفه وخلقته البشرية ووجوده فى جسم الإنسان أن يستطع أن يدرك ويشخص خالقه الأعظم
سبحانه وتعالى , وكيف بالعقل البشري المحدود والقاصر والعاجز والفانى أن يدرك
ويشخص الخالق الأعظم الغير محدود والقادر والباقى والدائم  .علما بأن الإنسان الذى حمل الأمانة وهى القيام
على طاعة وحدود وفرائض الله مع تطبيق الله عز وجل قانون الثواب والعقاب على
الإنسان فى أداء هذه الأمانة وهذه الأمانة التى عرضها الله عز وجل على السماوات
والأرض والجبال فأبين جميعاً أن يحملنها إشفاقاً 
منهم من التقصير وعدم القيام بالواجبات عليها وهذه الأمانه قد حملها
الإنسان الذى هو أقل شأن فى الخلق من خلق السماوات والأرض وهذا الإنسان كان ولا
يزال ظلوماً جهولاً , فكيف بهذا الإنسان الظلوم لنفسه ولغيره والجهول بكل العلوم
والموجودات والغيبيات ومن هذا الأنسان هؤلاء المضللون والمفسدون من المفكرون
والفلاسفة الذين يتبعهم الغاوون والذين يتجرؤن بجهالة وغباء وفجور وفسق على النقض
والتشكيك والخوض والوصف فى ذات ووحدانية الله الأعظم سبحانه وتعالى , وكذا علماً
بأن المفكر والفيلسوف الضال والفاسد والمفسد هو ذلك الذى يستخدم ويجتزأ التفسير
المضلل للكلمة ذات المعانى والتفسيرات العديدة كما يستخدم ويجتزأ الفكرة المفسدة
والمنحرفة من الأفكار المتشعبة والمتداخلة كما يستخدم ويجتزأ التطبيق والإستدلال
الطبيعى والفيزيائى والحياتى والبشرى والإجتماعى الضعيف والمتغير والمتقلب والبالي
والهرأ من التطبيقات والإستدلالات الأرضية والفضائية والكونية الراسخة واللانهائية
وذلك لتضليل وإفساد عقول المجتمع والتشكيك فى ذات ووجود الله الأعظم سبحانه وتعالى
, وكيف بهذا الإنسان ومنه هؤلاء المضللون والمفسدون لأنفسهم ولغيرهم من المفكرون
والفلاسفة المخربون والمضللون والذين يتبعهم الغاوون أن يكونوا خطباء وحكماء
وعلماء للأمم والشعوب وهم أشد فتكاً وتدميراً وتخريباً وإفساداً وتضليلاً للشعوب
والأمم أكثر من الفسقة والفجرة والكفرة والغزاة والمستعمرون , فهل يستطع إنسان
بعينه المجردة فى ظلمات الليل الدامس أن يرى ما هو كائن فى قاع البحار والمحيطات
أو أن يرى ما هو موجود على ظهر القمر ؟ , وهل يستطع إنسان أعمى وضرير وكسيح وكفيف
أن يسير وحده وبمفرده على الطرقات السريعة للسيارات والمركبات الثقيلة أو أن يستطع
أن  يري نور وضباء الشمس الساطعة فى كل
صباح ؟ وهل يستطع إنسان أمي وجاهل بكل العلوم والثقافات والقراءات واللغات أن يكون
محاضراً أو معلماً لطلبة المدارس والجامعات أو أن يستطع أن يقود سفينة فضائية
ويهبط بها على سطح القمر أو المريخ ؟ , وهل يستطع أنسان عاجز ومشلول ومبتور وقعيد
وضرير ومريض وسقيم أن يحمل أثقال وأحمال عظيمة أو أن يصعد بها جبال الهمالاى أو
جبال إيفرست أو جبال الألب الشاهقة ؟ , وهل يستطع أي إنسان أو أي مخلوق أخر أن
يمنع سقوط المطر من السماء ؟ , وهل يستطع اي انسان او اي مخلوق اخر أن يحجب الشمس
عن الخروج والسطوع فى كل صباح أو أن يمنع الليل والظلام عن القدوم فى كل مساء ؟ ,
وهل يستطع أي إنسان أو أي مخلوق أخر أن يوقف دوران عجلة الزمان وتتابع وتعاقب
الأيام والأعوام أو أن يعلم متى تقوم الساعة ؟ , 
وهل يستطع أي إنسان أو أي مخلوق أخر أن يعلم مكان وموضع ووصف وحقيقة الروح التى
تموت أو تحيا بها جميع الكائنات والمخلوقات الحية ومنها الإنسان ؟ , وهل يستطع أي
عقل بشرى أو كونى أو فضائى أو أي مخلوق أخر مملوك لقدرة وأقدار خالقه الأعظم
سبحانه وتعالى أن يدرك أو يستوعب أو يسع او يعلم أو يصف وجود وذات الله الخالق
الأعظم المنزه عن جميع الوجود والخلق والمخلوقات جميعها , كلاً انه هو وحده الله
العظيم الأعظم جل جلاله وعظم شأنه وعلم وصف وذاته سبحانه وتعالى الإله الأحد الفرد
الصمد خالق الخلق والملكوت سبحانه وتعالى رب العرش العظيم لا إله إلا الله وحده لا
شريك له
.
دكتور مهندس / حسن صادق هيكل


قمرونة - منيا القمح - الشرقية - مصر



















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق