الثلاثاء، 31 يوليو 2018

خواطرى الإيمانية فى فهم معجزة خلق الإنسان !


بسم الله الرحمن الرحيم
هذا خلق الله !
خواطرى الإيمانية فى فهم معجزة خلق الإنسان !
إن الله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان وعلمه البيان وجعل فى خلق الإنسان معجزة للخلائق أجمعين حيث خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان من تراب ثم من طين من صلصال من حمأ مسنون وهو التراب الطينى الأسود الجاف الذى له رائحة غير طيبة والمبتل بالماء والذى يشبه فى تكوينه رقائق الخزف , وسمى الإنسان بهذا الإسم لأن الله عهد إليه فنسى , ثم سوى الله تعالى الإنسان فجعله بشراً سويا , ثم خلق الله تعالى الروح للإنسان وجعلها من الغيبيات الإلهية التى لاتحس ولا ترى ولا تعرف ولا تفنى ولا تتجزأ ولا تموت , ثم جعل الله تعالى الروح والجسد هما المكون الرئيسى لخلق الإنسان , فإذا لم تجتمع ولا تتلاقى الروح والجسد فى زمان ومكان واحد لم يتكون الإنسان ولم تبدأ حياته , وإذا ترافقت الروح والجسد فى مكان وزمان واحد بدأت حياة الإنسان الدنيوية , علماً بأن حالة الموت هى حالة خروج وإنفصال الروح عن جسد الإنسان وصعودها إلى خالقها سبحانه وتعالى ثم عودة الجسد الميت والمتحلل إلى طبيعته الأولى الأرضية والترابية ذات الرائحة الغير طيبة التى خلق منها فى أول الأمر , وفى يوم القيامة سوف تعود وتجتمع الروح وجسد الإنسان مرة ثانية فى مكان وزمان واحد ويقف الإنسان امام ربه وخالقه سبحانه وتعالى بالروح والجسد معاً , ثم يعود الإنسان إلى سيرته الأولى ويحيا الإنسان فى الجنة أو النار بالروح والجسد معاً , علماً بأن الروح والجسد قد خلقهما الله تعالى مترافقان ومتلازمان معاً , فإذا كان هناك جسداً بلا روح يكون الإنسان بلا وجود فى موطنه الأرضى , وإذا كان هناك روح بلا جسد يكون الإنسان حياً عند ربه فى السموات العلا , وإذا كانت هناك روح وجسد يكون الإنسان حياً فى الحياة الدنيا أو يوم القيامة أو يوم الحساب أو فى الجنة أو فى النار .
إن الروح والجسد قد خلقهما الله تعالى مترافقان ومتلازمان ومقترنان ومتأثران ومؤثران فى بعضهما البعض , فالجسد هو القرين الأول للإنسان فى صورته الأدمية والبشرية والحسية والروح هى القرين الأخر للإنسان فى صورته الروحية والغيبية , كما أن الروح هى حياة ومحرك الجسد والجسد هو موطن ومحل الروح . كما أن الجسد يشعر ويتأثر بحالات صفاء ونقاء وسعادة النفس والروح البشرية وكذا بحالات ألام وإكتئاب وعذاب وشقاء النفس والروح وذلك من خلال التعرض للحالات والصدمات والأزمات النفسية المختلفة وإنعكاساتها المختلفة على الحلات الصحية والمرضية للإنسان , كما أن النفس والروح البشرية تشعر وتتأثر بجميع الأعراض الصحية أو المرضية أو الأزمات والكوارث والحوادث والأحداث المختلفة التى يتعرض لها جسد الإنسان ومنها حالات الصحة والشفاء والمرض وغيرها , من هنا فإن خواطرى الإيمانية فى فهم وتحليل مرحلة حساب وثواب وعذاب منازل البرزخ والقبور هو حساب للأرواح فقط ويتأثر بها الجسد كاملاً وإن كان تراب, كما أن مرحلة حساب وثواب وعذاب يوم القيامة وكذا فى الجنة والنار هى للجسد والروح معاً , علماً بأن الإنسان يوم القيامة سوف يرى ربه مباشرة بالجسد والروح معاً , كما أن عذاب وثواب الروح هما عذاب وثواب للجسد القرينة للروح , كما أن عذاب وثواب الجسد هما عذاب وثواب للروح القرينة للجسد , وكلاً من الروح والجسد مقترنان ويتأثر ويؤثر ويشعر كلاً منهما بالأخر سواء فى منازل الحياة الدنيا أو فى منازل القبور أو يوم القيامة ويوم النشور .
دكتور مهندس / حسن صادق هيكل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق