الجمعة، 23 نوفمبر 2018

الإسلام يحاور الآخر


بسم الله الرحمن الرحيم

الإسلام يحاور الأخر
إن الإسلام هو دين وديانة ورسالة الله تعالى إلى جميع أهل السماوات وإلى جميع أهل الأرض على اختلاف أعراقهم وأجناسهم وألسنتهم , كما أن الإسلام هو خاتم جميع الرسالات والأديان السماوية الأخرى , كما أن تعاليم الإسلام هي جامعة لتعاليم جميع الرسالات والأديان السماوية الأخرى دون تبديل أو تغيير أو تزييف , كما أن تعاليم وحقيقة ومرجعية جميع الأديان السماوية الأخرى هي ديانة الإسلام الحنيف والسمح التي جاء بها سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام الأب الأول لجميع الأنبياء والرسل والمرسلين من بعده , كما أنها رسالة خاتم الأنبياء وإمام الرسل والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , علماً بأن الإسلام هو دين السلام والمواطنة والتعايش وقبول الأخر , كما تدعو تعاليم الإسلام الحنيف إلى طلب منابر وأنوار العلم والتعلم والبحث والاستكشاف والابتكار والمعرفة مهما بعدت مواطنها وأراضيها أو اختلفت علماءها وأربابها وأئمتها , كما تدعو تعاليم الإسلام الحنيف إلى العمل والبناء والتعمير والتشييد والإعمار والنماء والتقدم والرقى والازدهار , كما تدعو تعاليم الإسلام الإنسانية إلى التكامل والتكافل الاجتماعي وترشيد المال العام والخاص وحماية الممتلكات الخاصة والعامة للأفراد والأسر والمجتمعات والدول , كما تدعو تعاليم الإسلام الحنيف إلى محاربة الجهل والأمراض والتخلف والأمية والطبقية والتفرقة العنصرية المقيتة , كما تدعو إلى بناء الأمم والشعوب والمجتمعات والدول المستقلة والمزدهرة والغنية والقوية التي تشيد قواعد وأعمدة وصروح العز والمجد والرفعة والرقي والحضارة والتقدم والحداثة والمعاصرة , كما تدعو تعاليم الإسلام الحنيف إلى نبذ جميع مظاهر العنف والتطرف والإرهاب البغيض وغيرها ,  كما تدعو تعاليم الإسلام الحنيف إلى الإيمان بجميع الرسل والأنبياء والرسالات السماوية الأخرى كما تدعو إلى التآخي والمحبة وحسن المعاملات بين سائر البشر المختلفون في أعراقهم وألسنتهم ومعتقداتهم والمتناحرون والمتسارعون على ثرواتهم وأرزاقهم وأوطانهم والذين يربطهم ويجمعهم رباط واحد وهو الخالق الأعظم سبحانه وتعالى خالق الإنسان وخالق كل شيء كما يربطهم دماء ونسل وأب واحد هو آدم عليه السلام كما يجمعهم موطن واحد وهى الأرض التي يعيشون عليها ويسعون في ربوعها ويموتون في ترابها , كما تدعو تعاليم عقيدة الإسلام إلى الإيمان والقبول بحقيقة الاختلاف مع الآخر والتي سوف تستمر حتى قيام الساعة وذلك من أجل التكامل والتعاون والتعايش وديناميكية واستمرارية مسيرة الحياة الدنيا وهذه هي مشيئة وإرادة ومعجزة وقدرة وحكمة الله تعالى في أصل وقاعدة خلق الخلائق أجمعين حيث قال الله تعالى " وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ " صدق الله العظيم , كما قال أيضاً " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" صدق الله العظيم , من هنا فإن الإسلام يدعو إلى التحاور مع الآخر من أجل البقاء والاستمرارية والتعايش فلا تستمر ولا تدار ولا تساس الحياة الدنيا والناس على مذهب أو قاعدة أو عرق أو لغة أو عقيدة واحدة , فلو كان الناس جميعهم ذكور لانقرضوا وماتوا جميعاً منذ بداية الخلق بإرادة ومشيئة الله تعالى , ولو كان الناس جميعهم إناث لانقرضوا وماتوا جميعاً وأيضاً منذ بداية خلقهم بإرادة ومشيئة الله تعالى , ولو كان الناس جميعهم مؤمنون ومسلمون ما خلق الله تعالى النار , ولو كان الناس جميعهم كافرون ما خلق الله تعالى الجنة , ولو كان الناس جميعهم أغنياء لماتوا من الكسل والتواكل والثراء , ولوكان الناس جميعهم فقراء لماتوا من البؤس والجوع والعوز , من هنا فإن الاختلاف هو أساس نشأة وبقاء الحياة الإنسانية وهذا الاختلاف يتطلب حوكمة وترشيد وتحاور لإدارة هذا الاختلاف حتى تتحقق الفائدة والتعايش للجميع , من هنا فإن تعاليم الإسلام السمحة والوسطية والمعتدلة تقبل وتحاور الأخر المختلف وترفض وتحرم وتجرم المسلم أو الآخر المتطرف والمتشدد والإجرامي والإرهابي حيث قال الله تعالى " ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" صدق الله العظيم , كما ترفض وتحرم وتجرم تعاليم الإسلام القويمة والوسطية جميع مظاهر التحزب والتشيع والطائفية والوصاية على الدين أو باسم الدين , كما قال الله تعالى " إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ " صدق الله العظيم , كما ترفض وتحرم وتجرم تعاليم الإسلام الحنيف جميع مظاهر حملة رايات وأعلام الإسلام الموازي الزائفة الذى يخربون ويدمرون ويفسدون ويقتلون ويسفكون دماء الأبرياء والأمنين ويهلكون الحرث والنسل في الأرض بغير الحق كما يخربون ويدمرون الإرث الحضاري والتاريخي والإنساني للبشرية وللأمم والشعوب بجهالة ودوغمائية دينية متطرفة ومغيبة عن صحيح الدين الحنيف , كما يفجرون المجتمعات ويشردون ويرهبون الأسر والشعوب ويسقطون وحدة وتماسك الدول والمجتمعات باسم الدين والإسلام والدين منهم براء ومن هؤلاء المخربون والمفسدون فى الأرض بغير الحق تنظيم داعش الإرهابي وتنظيم القاعدة وجميع الحركات والتنظيمات والأنظمة الفاشية والراديكالية والجماعات والتيارات والطوائف المتطرفة والشاردة عن الأديان السماوية وعن الإسلام الوسطى الحنيف والمعتدل والمتعايش والمحاور للآخر وهذه الحركات والتنظيمات الخربة التي يقودها الزعماء المزيفون والمشبوهون هي التي اتخذت من نفسها ولنفسها بجهل وجهالة أئمة وقادة وأوصياء وزعماء موازيين للأنبياء والرسل الذين أختارهم واصطفاهم الله عز وجل من دون الناس أجمعين , كما وضعت تلك التيارات والطوائف والجماعات المضللة والجاهلة والمجهلة وغيرها لنفسها تعاليم وتشريع موازي للكتب والرسالات والأديان السماوية المنزهة والمصونة والمحفوظة بإرادة ومشيئة الله عز وجل عن التحريف أو التخريف أو التزييف , كما ترفض وتحرم وتجرم تعاليم الإسلام الحنيف جميع مظاهر تقديس وعبادة الرمز والحجر والبشر من دون الله تعالى وهو الأحد الفرد المعبود ومن أمثالهم الرايات والأعلام الدينية  المضللة وغيرها وكذا المعابد والتماثيل والمنحوتات وغيرها وكذا القادة والزعماء القمعيون والأباطرة ومنهم فرعون وقارون وهامان والنمرود ومن أتى بعدهم وغيرهم وكذا رجال الدين السلطويون الذين يجعلون من أنفسهم أنبياء ورسل خلفاء لرسل وأنبياء الله وغيرهم وهم الذين يضللون الناس ولا يهدون , ويفرقون الناس ولا يجمعون , ويهدمون الوئام الاجتماعي ولا يبنون , ويفجرون براكين الحروب بين الشعوب ولا ينشرون أغصان الزيتون , ويتصارعون من أجل الزعامة والسيادة والعيش والبقاء ولا يتحاورون , من هنا فإن الإسلام الحنيف والصحيح هو الذى يدعو إلى حرية العبادة وحرية المعتقد الديني دون إجبار أو ترعيب أو ترهيب حيث قال الله تعالى " وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ۚ  "  صدق الله العظيم , كما يدعو الإسلام الحنيف إلى التحاور مع الآخر من أجل صالح وصلاح الآخر ومن أجل خير وسعادة الإنسانية .
دكتور مهندس / حسن صادق هيكل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق