الخميس، 22 نوفمبر 2018

أعظ المواعظ


بسم الله الرحمن الرحيم
أعظم المواعظ
إن المواعظ هى الأخبار والنصائح المقترنان بتاريخ ومسيرة الحياة البشرية وماقبلها ومابعدها وبالأحداث والوقائع والحقائق والتعريف والتذكير والترغيب فى ثواب طاعة الله الخالق الأعظم سبحانه وتعالى والترهيب من عقاب معصية الله جل فى علاه , علماً بأن الوعظ والموعظة هما أحد تطبيقات وأساليب الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى , وكذا علماً بأن الحكمة هى قول الصواب والحسنة أينما وجدت الحكمة , كما أن الموعظة هى قول الصواب والحسنة أو قول الخطأ والسيئة أينما وجدت الموعظة , من هنا فإن أعظم مظاهر وحقائق الحكمة والمواعظ الحسنة هى وجود الله الإله الأحد الفرد الصمد الخالق لهذا الكون الفسيح وما حوى وخالق الإنسان وما نسل , وخالق البحار والأنهار وتنوع وإختلاف مياهها , وخالق الجبال والوديان وتنوع وإختلاف رمالها , وخالق الحيوانات والدواب وتنوع واختلاف فصائلها وأنواعها وأشكالها ووظائفها ومهماتها , وخالق النباتات وتنوع وإختلاف أنواعها وثمارها , وغيرها الكثير والكثير , كما أن من أعظم مظاهر الحكمة والموعظة الحسنة هى تتباع وتوالى الأيام والأعوام والقرون والعصور والدهور دون توقف , وكذا  تنوع وتعدد وإختلاف الدول والأمم والقبائل والشعوب , وكذا تنوع وتعدد وإختلاف الأعراق والأجناس والأطياف والمعتقدات البشرية , وكذا تعدد وتتابع ووحدة وتكامل جميع الأديان والأنبياء والرسل والرسالات السماوية التى تدعو جميعها إلى وحدانية الله الخالق الأعظم سبحانه وتعالى , كما أن من أعظم مظاهر الحكمة والمواعظ الحسنة أيضاً فى كون الله الفسيح هى إختفاء وإندثار الوقت والزمان فى نهاية كل يوم وكل عام وكل الدهور وبقاء المكان أى الأرض أو الكون فى نهاية كل يوم وكل عام وكل الدهور وهذا يبرهن على السرعة اللانهائية لمسيرة الحياة الكونية وكذا القدرة اللانهائية للخالق الأعظم سبحانه وتعالى , كما أن من أعظم مظاهر الحكمة والموعظة الحسنة أيضاً هى إختفاء وإندثار أمم وشعوب وقبائل وكذا إندثار وإختفاء إمبراطوريات وحضارات وقوى عالمية إرتجفت منها الأبدان والقلوب وبزوغ وسطوع نجم إمبراطوريات وحضارات وقوى وأقطاب عالمية أخرى هيمنة بسطوتها وقوتها على المسرح الإقتصادى والسياسى والإعلامى والعسكرى العالمى وهذه القوى والأقطاب المعاصرة ومنها أمريكا ورسيا وفرنسا وإنجلترا وإسرائيل وغيرها قد تندثر وتختفى فى القريب والمستقبل المنتظر وفقاً لقاعدة وقانون وسنة الله جل جلاله فى الكون , كما أن من أهم مظاهر الحكمة والمواعظ الحسنة أيضاً فى الكون هى بقاء وإستمرار قاعدة وظاهرة توازن قوى المخلوقات الكونية بامر وقدرة الله الأعظم سبحانه وتعالى وذلك للحفاظ على ظاهر بقاء المخلوقات فى الكون ومنها لاتستطع مياه البحار والأنهار أن تفيض وتغمر اليابسة والعكس إلا بأمر الله تعالى , وكذا لاتستطع السماء أن تنطبق على الأرض إلا بأمر الله تعالى وقدرته , وكذا لاتستطع الشمس أن تدرك القمر والعكس ولا تستطع الأرض أن تدرك القمر والعكس وغيرها إلا بإرادة الله وقدرته , وكذا لا يستطع الليل أن يدرك النهار والعكس ولا تستطع الشمس أن تهلك غيرها من المخلوقات الأخرى ولا تستطع البحار والمحيطات أن تغرق غيرها من المخلوقات والكائنات الأخرى , ولا تستطع الأسود أو النمور أو الفيلة أو غيرها أن تلتهم جميع الحيوانات الأخرى فى الغابات والعكس إلا بإرادة وأمر الله وقدرته , وفى عالمنا المعاصر لا تستطع القوى العظمى فرادى أو جماعات مهما بلغت من قوة ونفوذ وسطوة أن تبيد أو تفنى وجود وبقاء أسماء دويلات أو أمم وشعوب صغيرة موحدة ومتحدة فى الإرادة والهدف والعرق والعقيدة واللغة والموطن مهما بلغت تلك الأمم والشعوب والدويلات من قلة وضعف , كما أن من أعظم مظاهر الحكمة والمواعظ الحسنة أيضاً هى أن الحاضر بكل مقدراته ومكوناته من حكام ومحكومين ودول وأمم وشعوب هو الماضي المنتظر للمستقبل القريب والبعيد كما أنه صفحة من صفحات ذاكرة التاريخ يتم كتابة سطورها فى حاضرنا المعاصر , فماذا يكتب كل مواطن وكل مسئول عن سيرته ومسيرته على سطور هذه الصفحة المنتظر توثيقها فى سجل التاريخ وفى كتاب الله سبحانه وتعالى ؟
دكتور مهندس / حسن صادق هيكل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق